web 12.jpg

مهارات تستكشف مصادر دخل جديدة ومتنوعة لمنصات الإعلام

ما هي مصادر دخل المواقع الإلكترونية اليوم؟ وما هي خططها للاستدامة في المستقبل؟ هذان هما السؤالان الرئيسيان اللذان توجههما منصات الإعلام اليوم.

من هذا المنطلق، قامت مؤسسة مهارات، وهي منظمة تدافع عن حرية الرأي والتعبير، وبدعم من اكاديمية دوتشيه فيلليه بتنظيم ورشة عمل في بداية شهر أبريل / نيسان، تناولت فيها هذا الموضوع بطريقة موسعة وبدقة ملحوظة.

واستمرت هذه الورشة أربعة أيام، عالجت فيها المؤسسة الأساليب التقليدية الحديثة في تحقيق الإيرادات.

“سنقضي بعض الوقت في تدريب المشاركين على الإعلانات التي هي الطريقة التقليدية لكسب المال في المواقع الإلكترونية”، قال الصحافي كريستيان فهرنباخ، وهو أحد المدربين في ورشة العمل. “كما أننا سنتحدث عن الاشتراك وكيفية الانتساب إلى هذه المنصات والمدونات، التي أثبتت أهميتها، كما سنتحدث عن طرق أخرى لبيع المحتوى.”

ومن اللافت انه عند السؤال عن مصادر الدخل المحتملة قبل بدء الدورة، أجابت أغلبية الفرق أن العضوية والاشتراك هما الطريقتان الوحيدتان لكسب الأموال على مواقعها الالكترونية.

“هناك العديد من الطرق الأخرى لتجني الشركات الإعلامية الناشئة المال، مثل تنظيم النشاطات، أو مساعدة المنصات الأخرى لنشر محتواها،” قال فهرنباخ. “وسنتكلم عن هذه الأساليب بالتفصيل خلال ورشة العمل.”

لكن قبل مناقشة أي أسلوب للتمويل، كان على المشاركين تحديد مَن هم أصحاب المصلحة وما هي حاجتهم.

فعلى سبيل المثال، قد تكون البلدية أحد أصحاب المصلحة لمجلة شهرية تتناول مشاكل الفساد.

المشكلة هي مع سؤال “لماذا”

بيع المحتوى ليس سهلاً. فالمنافسة قاسية، والمدة الزمنية لاهتمام القراء تصبح أقصر وأقصر (قُدّرت آخر مرة بأنها ثماني ثوان للبشر، بما يساوي المدة الزمنية نفسها للسمكة الذهبية).

إذاً ، كيف تُقنع الأشخاص بشراء محتوى منك؟

الجواب بسيط. كل شيء يبدأ بـ “لماذا”.

عندما تتحدث عن عملك، ابدأ دائماً بالسبب اللذي دفعك إلى تأسيسه، ولا تتكلم عن أسلوبك وكيفية إدارتك لشركتك. فعندما تشرح مهمتك للناس، فإنهم يميلون إلى التعاطف معك ومع قضيتك، ويكونون أكثر استعداداً  لشراء محتواك الخاص.

على سبيل المثال، قد تمتلك صحيفة تهدف إلى محاربة الفساد في المجال السياسي. فهذه الأنواع من المشاريع غالباً ما تنجح في كسب تعاطف الناس ومساعدتهم.

يمكنك أيضاً بناء مجتمع من المؤيدين المخلصين الذين يرغبون في الاشتراك وقراءة أحدث نسخة من محتواك. بمعنى آخر، ستزيد قيمة عرضك لمحتواك عندما تخلق لديهم “إحساساً بالانتماء”، كما قالت الأستاذة ماريا فرونوشوك التي هي الشريكة المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة الإعلام Platfor.ma.

كن مبدعاً في محتواك

بعد فهم نموذج عمل منصتك، عليك أن تختار واحدة من طريقتين للعمل: الأولى هي الطريقة الداخلية التي تسمح لك باستهداف مستخدميك من خلال خدمات متنوعة مثل بيع مساحة للإعلانات الإلكترونية والاشتراكات وبيع منتجات جديدة يمكن أن تكون عبارة عن كتب إلكترونية، أو ملفات podcast ، أو دورات على الإنترنت، أو حساب متميز، أو أي خدمة أخرى مستمدة من محتواك.

الطريقة الثانية هي الطريقة الخارجية التي لها علاقة بخدمة شركات أخرى (نموذج B2B). وقد يشمل هذا الأسلوب تنظيم نشاطات، أو بيع محتوى للوكالات الإعلامية، أو الترويج لمنتجات تابعة لشركة أخرى مقابل عمولة، أو نشر مراجعة عن منتجاتها، بالإضافة إلى جميع أنواع الخدمات عبر الإنترنت.

صحيح أنه يستحيل استخدام هذه الأساليب كلها في آن واحد، إلا إنه يتعين على الشركات الإعلامية أن تجد المزيج الملائم الذي يناسب منصتها.

“ليس هناك مصدر دخل واحد يضمن استدامة الشركة”، قال فهرنباخ للمشاركين. “يجب أن تكونوا مبدعين، وأن تستخدموا عدة مصادر مالية لتحقيق الأرباح ثم الاستدامة.”