2d6b4bd2-0a0f-45a1-b275-6244c4358763.jpg

نشاط "مهارات" في كفرحبو: بناء قدرات المجتمع المحلي

نظمت مؤسسة "مهارات"، بالشراكة مع "منظمة مرسي كور الدولية" و"مؤسسة الفريق اللبناني لتحويل النزاعات"، نشاطا في كنيسة مار جرجس في كفرحبو- الضنية، بعنوان "بناء قدرات المجتمع المحلي وتعزيز التواصل بينه وبين البلديات وبين المقيمين واللاجئين"، وذلك في إطار مبادرة دعم وتمكين البلديات والمجتمع المحلي في منطقة الضنية، الذي يموله الإتحاد الأوروبي والذي يهدف إلى تمكين البلديات وبناء قدرات المجتمع المحلي، بالإضافة إلى تعزيز الوساطة والتفاوض بين الجهات الفاعلة المحلية وتعزيز التواصل بين البلدية والمجتمع المحلي، وشارك في النشاط إلى جانب ممثلين عن المنظمين، رئيس إتحاد بلديات الضنية محمد سعدية، رئيس مصلحة المياه جمال كريم، مخاتير ومسؤولو جمعيات وممثلون لوسائل إعلام.
 
وألقيت كلمات طرحت التحديات، لا سيما منها ضرورة إعطاء البلديات المزيد من الصلاحيات والموارد لتتمكن من الإستجابة لحاجات المواطنين، إضافة الى دور الإعلام في تسليط الضوء على تلك الحاجات.
 
وألقت المديرة التنفيذية لمؤسسة مهارات رولا مخايل كلمة شكرت فيها جمعية مرسي كور ووزارة الشؤون وإتحاد البلديات والفريق اللبناني لحل النزاعات، وأكدت أن "النشاط يندرج في إطار تنمية القدرات وبناء نوع من التواصل بين المجتمع المحلي والسلطات المحلية، بين المقيمين واللاجئين لتحديد حاجاتهم وإيصال صوتهم معا". ولفتت إلى أن "هدف جمعية مهارات إنشاء قنوات حوار وتواصل من أجل التنوع وحل النزاعات، ونسعى من خلال عملنا إلى العدالة التمثيلية في الإعلام وفي وسائل التواصل المهمة في أي بناء للمجتمعات الراقية".
 
وأضافت: "تكمن أهمية هذا النشاط في كونه يضيء على التحديات التي يعاني منها أهالي بلدة كفرحبو الذين يعتمد حوالي 70% منهم على قطاع الزراعة، فضلا عن حوالي ألف نازح سوري يعتاشون ايضا من الزراعة. ان 90% من أشجار الخوخ الكفرحبوي الذي تشتهر به هذه البلدة مصاب اليوم بدودة الساق بسبب نقص المياه، كذلك تعطي اشجار الرمان فقط 25% من انتاجها. ويعود النقص في المياه الى ان البلدة تعتمد خلال الصيف على الآبار الارتوازية التي تحتاج إلى صيانة دورية ويتم ذلك بالتعاون مع مصلحة مياه لبنان الشمالي، ولكن الروتين الاداري وضعف الموارد يعيق صيانة هذه الآبار وبالتالي الاستجابة الفورية لحاجة المزارعين للري. فضلا عن صعوبات ايجاد اسواق لتصريف المنتجات".
 
وبدوره، شكر ممثل الفريق اللبناني لتحويل النزاعات كريم ميقاتي "كل الذين التزموا بالتدريبات من أجل حل النزاعات واللقاءات التي حصلت لتحديد الإحتياجات"، وقال: "يمكن للبعض أن يسأل ماذا تفعل مؤسستنا في الشمال ونحن نؤكد لهم بأننا نركز إهتماماتنا أولا على الشمال لأننا نعتبر أن كل الأراضي اللبنانية أرضنا ونرى أن الشمال بشكل خاص يواجه تحديات كبيرة على مختلف الأصعدة، ونؤمن بأنه إذا عملنا يدا بيد نتمكن من تخطي كافة الصعاب".
 
وأكد أن "أهدافنا هي التعاون، الحياد، اللاعنف، الإلتزام وإحترام القدرات المحلية، ومهمتنا هي تمكين المجتمعات المحلية في لبنان من معالجة الخلافات بشكل تعاوني وسلمي، وهذا كان واحدا من أهداف التدريبات التي خضعت لها مجموعة من اهل كفرحبو وإخواننا السوريين".
 
ومن جهتها، لفتت مديرة مركز الخدمات الإنمائية في بخعون التابع لوزارة الشؤون الإجتماعية حسنة رومانوس إلى أن "وزارة الشؤون الإجتماعية تسعى إلى تحقيق السياسة الإنمائية اللامركزية عبر إقامى مراكز خدمات إنمائية على جميع الأراضي اللبنانية. تتولى هذه المراكز تحديد حاجات المجتمع المحلي وتصنيفها وتحديد التدخل، معتمدة على الإحصاءات والبحوث والدراسات في كافة المجالات، إقتراح برامج التوعية الإجتماعية، الصحية، التربوية والبيئية، معالجة المشاكل الإجتماعية على مستوى الفرد والأسرة والجماعة".
 
وتابعت: "من هنا، تعتبر المراكز الذراع العملية لوزارة الشؤون الإجتماعية في تنفيذ سياستها الهادفة الى تنمية المناطق، لأنها تعتمد على التعاون والمشاركة مع باقي الإدارات الرسمية والهيئات غير الحكومية والسلطات المحلية المهتمة بشؤون التنمية. وفي هذا الإطار، برزت البلديات كشريك أساسي لمراكز الخدمات الإنمائية في عملية التنمية لأنها تلعب دورا تنمويا على الصعيد الإقتصادي والتربوي والصحي والبيئي. إذ نص قانونها على إقامة المشاريع الإنتاجية وإنشاء المراكز الصحية وإسعاف المعاقين والمعوزين ومساعدة النوادي والجمعيات وغير ذلك من النشاطات والخدمات المحلية التي تقع ضمن النطاق البلدي. وما التنمية إلا القيام بمجموعة من العمليات التي تهدف الى النهوض في كافة المجالات المكونة للمجتمع المحلي. وهذا النهوض لا يكون عبر تنفيذ مشاريع فقط من أي جهة أتت، انما عبر مشاركة جميع العناصر الفاعلة في المجتمع في صناعة القرار وتنفيذه. ولإنجاح هذه المشاركة، على المهتمين في شؤون التنمية أن يدعموا سلوك الأفراد ويصقلوا مهاراتهم حتى يتمكنوا من تطوير أنفسهم مما ينعكس إيجابا على مجتمعهم ويؤدي الى نموه في العديد من القطاعات. وهذا ما عمل عليه كل من مرسي كور الفريق اللبناني لتحويل النزاعات، ومهارات إذ قاموا بتطوير مهارات أهل البلدة، فتمكنوا من تحليل واقعهم وإكتشفوا إحتياجاتهم وإقترحوا المشاريع المناسبة لتلبيتها".
 
وبدوره، شكر سعدية الجمعيات المشاركة في المشروع، وأكد أهمية اللامركزية الإدارية، متمنيا على "وسائل الإعلام نقل الصورة الحقيقية عن منطقة الضنية الغنية بكل المقومات الطبيعية والتي تمتد من البحر الى القرنة السوداء في أعالي جبال المكمل". وقال: "نرحب بكم في الضنية لأننا نعتبر أن الضيافة أساس في مجتمعاتنا التي نحن مسؤولون عن رفاهياتها وإزالة كل المصائب عنها. أشكر مرسي كور التي بدأت أول مشروع لها في منطقتنا المحرومة بالتعاون مع مهارات والبلديات، خصوصا وأن منطقة الضنية لغاية اليوم مهملة على مختلف الأصعدة من البنى التحتية الى الطرقات أو مراكز خدمات وإتحاد البلديات فيها يتيم لا يمكنه تحقيق أي إنجاز بالنسبة للمنطقة في ظل موازنة ضئيلة جدا".
 
وحيا الإتحاد الأوروبي الذي "ساهم في العديد من المشاريع التربوية وبعض أقسام البنى التحتية الزراعية". كما حيا "USAID" التي ساهمت في مشاريع تعليمية، رياضية وترفيهية في المنطقة، إضافة الى المشاريع التي قدمتها ال"UNDP". وسأل: "أين هو الإنماء المتوازن الذي نص عليه إتفاق الطائف والذي بدأه الرئيس فؤاد شهاب؟ وقال: "وصلت بالأمس من الخارج بعد أن شاركت في عدة مؤتمرات دولية مع أكثر من 179 دولة والتي صدر عنها توصيات بأنه لا سبيل لإعادة التنمية إلا بواسطة البلديات التي يجب تقديم كل الدعم لها من أجل الإنماء".
 
وتابع: "أرحب بكل الإعلاميين الذين جاؤوا اليوم لمشاركتنا بعد صدور بيان عن مؤسسة مهارات والذي أشار الى أن نسبة التغطية الإعلامية في منطقة الضنية 0.1 بالمئة ومخصصة بمجملها للأحداث والخلافات دون التطرق الى المقومات الطبيعية للمنطقة. لذا أسأل أين المخططات التوجيهية لهذه المنطقة، واليوم أنا أشد على أيادي وسائل الإعلام الموجودين معنا لينقلوا للبنانيين جميعا وللخارج أن في الضنية أناسا طيبين لا يزالون متمسكين في هذا البلد ولديهم أمل بقيام الوطن كطائر الفينيق".
 
وختم متمنيا "التنسيق بين كافة هيئات المجتمع المدني ووضع دراسات حقيقية بالتنسيق فيما بينها، وخير دليل على عدم هذا التنسيق هو ما ورد في بعض الدراسات بأن عدد النازحين السوريين في منطقة الضنية لا يتجاوز ال15 ألف في حين أن عددهم فاق ال73 ألف ولديهم بطاقات وأرقام هواتف تثبت ذلك". وتمنى أيضا "على المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية تقديم المساعدات اللازمة للبلديات لتتمكن من مواجهة تداعيات الأزمة السورية على مناطقنا".
 
ثم شكرت مديرة البرامج في منظمة مرسي كور الدولية سحر النوري برنامج دعم وتمكين البلديات والمجتمع المحلي، وأشارت إلى "اننا نجتمع اليوم رجالا ونساء لبنانيين وغير لبنانيين مع ممثلين عن القطاع العام والقطاع الخاص وقيمين على المؤسسات الدينية والتربوية، لنؤكد أن الناس في حاجة إلى أن تعيش ضمن مجتمعات في كل الأوقات الحلوة والمرة لأن الناس عندما يتعاونون مع بعضهم البعض يصبح لديهم القدرة الأكبر على تخطي المصاعب".
 
ولفتت إلى أن "برنامجنا "دعم وتمكين البلديات والمجتمع المحلي" مبني على فكرة رئيسية وهي "عندما يكون المجتمع المحلي بخير يعيش الناس حياة أفضل، وليكون المجتمع بخير يجب أن يشعر كل أفراد المجتمع بالأمان وأنه مرحب بهم جميعا والعمل متوفر للجميع من أجل التطور والنجاح".
 
ورات أنه "على الدولة أن تؤمن حاجات الناس وهذا البرنامج الذي بات حقيقة بفضل الإتحاد الأوروبي يتم تنفيذه بالشراكة مع البلديات وممثلين عن المجتمعات المحلية بهدف تحديد حاجاتها وتلبية جزء منها، ولتحقيق هذا الهدف بشكل كامل نعمل على تمكين البلديات بتعزيز الإستقرار الإجتماعي ونساعد الأفراد رجالا ونساء للتلاقي والتعبير عن حاجاتهم". وتابعت: "حاليا نحن بصدد التحضير لثلاثة مشاريع في كفرحبو أولا إعادة تأهيل عيادة طب الأسنان في المستوصف. ثانيا إعادة تأهيل ملعب مدرسة فيكتور بيطار الرسمية، وثالثا إعادة تأهيل بئر الماء للري الزراعي. الضنية تتمتع بجمال نادر وأهلها رائعون، ونحن من خلال برنامجنا سنعمل مع الجميع لبناء مجتمع اهلي يعيش بسلام". 
 
 
بعدها، ألقى رئيس بلدية كفرحبو سعد غضية كلمة شكر فيها "كل الجمعيات التي واكبت بجهدها عمل البلدية ودعمت حاجيات القرى الحاضنة للاخوة النازحين"، ورحب ب"الصديق وليد عبود وبكل الإعلاميين، وقال: "تتشرف بلدة كفرحبو بحضوركم لسماع صرختها ومشاركتها المعاناة من حق الري من نبع سير الضنية حسب الصحيفة العقارية وحقها الري لمزروعاتها وأشجارها بكل مواسمها، لذا أتمنى على رؤساء البلديات المحافظة على الوضع الصحي في قراهم، كما أتمنى عليهم السهر والمتابعة لنظافة قراهم وعدم الأذية لجيرانهم وإلحاق الضرر بالأشجار والمزروعات وحماية المزارعين، وأطالب وزارة الزراعة بتقديم الأدوية والبذور المجانية لدعم المزارع لبقائه في أرضه قبل أن تفرغ القرى من سكانها ويبقى فيها فقط من لجأ إليها. لدينا في البلدة حوالي أربع آبار إرتوازية لكن ليس لدينا القدرة على صيانتها والإستفادة من المياه الجوفية فيها، ومصلحة المياه معرفتي فيها قصيرة بعد أن قمت بالتردد إليها وتقديم الشكاوى لها وهي مشكورة لأنها تلبي النداء بحسب إمكانياتها المحدودة. وأملنا كبير مع القيمين عليها ومساعدتهم لنا والتحسس معنا".
 
وشرح "موضوع المياه المبتذلة التي تهدد الآبار الإرتوازية التي يستعمل بعضها للشرب والبعض الآخر لري المزروعات"، وأكد "ضرورة إنشاء محطات تكرير لرفع الضرر الذي يلحق بشعبنا وأرضنا جراء تلوث مياه الشرب، وقد تقدمت بطلب لإتحاد بلديات الضنية بصفتي عضوا فيه من أجل إقامة محطات تكرير وأنا أدرك تماما أن إمكانيات الإتحاد محدودة ولكن معا سنسعى إلى تنفيذ هذا الطلب من أجل حماية قرانا بشكل كامل".
 
وختم: "باسمي وباسم أهالي بلدتي كفرحبو أشكر كل المؤسسات الداعمة، وأشكر كاهن الرعية الأب جورج الشاغوري على تقديمه ساحة الكنيسة للقيام بهذا النشاط، وأتمنى على المسؤولين عن الشؤون التنموية للقرى المتابعة بكل الجهود المبذولة لحماية الشعب والأرض".
 
واخيرا عرض فيديو حول بلدة كفرحبو وأقيمت حلقة حوار عن دور الإعلام في تنمية المناطق، شارك فيها الى جانب غضية، ليال بهنام والإعلامي وليد عبود، الذي شرح التحولات في عالم الإعلام والإتصال والتي مكنت أن يكون كل مواطن إعلامي. وشدد على "ضرورة أن نعي هذا الدور ونفرض أجنداتنا على وسائل الإعلام"، كما شجع على اللامركزية الإعلامية وضرورة أن يدخل العمل الإعلامي في صلب عمل البلديات لبناء جسور مع الإعلام وإيصال صوت المجتمعات المحلية والبلديات الى العالم".
 
وأعلن غضية عن إفتتاح كرمس للأطفال ومعرض لمنتوجات البلدة من مونة وأرتيزانا.