7e6e0f14-06eb-45e9-98d0-f74ef2a86378.jpg

تغطية منطقة الضنّية في وسائل الاعلام

بين كانون الأول عام 1999 وكانون الثاني 2000 اشتبك الجيش اللبناني مع مسلحين إسلاميين في جرود الضنية، ومذذاك يرتبط اسم المنطقة - إعلامياً وشعبياً - بالحوادث الأمنية. فما هو مدى اهتمام الاعلام بقضايا الضنية وموقعها على الأجندة الإعلامية عامّة والشمالية خاصّة؟ وما هي الصور النمطيّة السائدة عن المنطقة؟ سؤالان حاولت مؤسسة "مهارات" الإجابة عنهما عبر دراسة رصد بعنوان "تغطية منطقة الضنّية في وسائل الاعلام"، أعدّها كلّ من عميد كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية الدكتور جورج صدقة والباحث الدكتور روي الجريجيري.

‌رصدت الدراسة بين شباط وآذار 2016، نشرات الأخبار المسائية لـ6 محطات تلفزيونية خاصة هي: LBCI، الجديد، MTV، OTV، تلفزيون المستقبل، والمنار. إضافة إلى محطة عامة هي تلفزيون لبنان. كما شمل الرصد برنامج "مرايا الشمال" الأسبوعي عبر "تلفزيون لبنان"، والمضمون الإخباري لـ 6 صحف وطنية هي: النهار، السفير، الديار، المستقبل، الأخبار والجمهورية. واعتمدت على مرجعين كمؤشر في الدراسة التحليليّة: مجلّة "صدى الضنية" المحلّية و"الوكالة الوطنية للإعلام".

جمعت الدراسة بهدف التحليل الكميّ 315 مقالاً صحافياً، 171 تقريراً إخبارياً تلفزيونياً و47 تقريراً من ضمن برنامج "مرايا الشمال"، تناولت جميعها قضايا ومواضيع مرتبطة بمناطق الشمال. من أصل التقارير الـ171، لم يخصّص لمنطقة الضنية سوى 5 تقارير، أي ما نسبته أقل من 3 في المئة من إجمالي التغطيات التلفزيونيّة. في المقابل، لم يتجاوز عدد المقالات المخصّصة لمنطقة الضنية الـ12 من مجمل المقالات المخصّصة لمناطق الشمال والبالغ عددها 315 مقالاً، أي ما نسبته أقلّ من 4 في المئة. كان لافتاً أن حظيت المنطقة بتقريرين فقط من أصل 47 تقريراً تناولها برنامج "مرايا الشمال" المخصّص أساساً لمناطق الشمال.

علماً أن مساحة قضاء المنية-الضنية تبلغ نحو 361 كلم2، أي ما نسبته 30.5% من مساحة محافظة لبنان الشمالي أو 18.3% من مساحة الشمال، ويعيش فيها نحو 105 آلاف نسمة. إلاّ أن المعالجات الاخبارية للمنطقة - رغم قلّتها - تناولت بشكل رئيسي الموضوع الأمني، بمعنى أن الصور النمطية عن الضنية ملاصقة للاضطراب الامني. تلحظ الدراسة انعكاساً للمركزية في النظام اللبناني على مقاربة التلفزيونات المحلية للأحداث والقضايا التي تتعلّق بالمناطق وترتيبها. وينتج عن ذلك تهميشاً واضحاً لقضايا المناطق النائية ومشاكلها.

وتخلص الدراسة إلى عدد من الاستنتاجات والتوصيات بشأن ضعف الاعلام المناطقي، إذ لم ينجح في تغيير صورة الضنيّة السلبيّة وإن كان قدّم بعض التغطيات الايجابية. كما تشير إلى غياب الدور التنموي لوسائل الاعلام حيال المنطقة. وتلفت إلى أن اي نقاش أفقي حول المنطقة وحاجاتها ووضعها، التي توصي به مبادئ الاعلام التنموي التي حدّدتها اليونسكو، لا يتوافر في وسائل الاعلام المرصودة. كما يغيب أي جهد إعلامي للإضاءة على المنطقة وسماع صوت أهلها وتحسين صورتها وتسويق مزيَّاتها، بل إن الإعلام يسوّق لصورة سلبيّة عنها.

انطلاقا من هذه النتائج يمكن الاستنتاج أن الضنيّة هي ضحيّة التغطيات الاعلامية السلبيّة وضحيّة غياب إعلام يتعاطى مع قضاياها من أجل تحقيق التنمية التي تحتاج اليها.

للإطلاع على الدراسة كاملةً الضغط على الرابط التالي:

تغطية منطقة الضنّية في وسائل الاعلام (لللغة العربية )
تغطية منطقة الضنّية في وسائل الاعلام (لللغة الانجليزية)